الأحد، 26 مايو 2013

آيات الأحكام مفهومها وعددها وصيغها

بسم الله الرحمن الرحيم
آيات الأحكام... مفهومها وعددها وصيغها
§       مفهوم آيات الأحكام:
في المصطلح الفقهي غالباً ما نطلق مصلح آيات الأحكام على الآيات القرآنية التي تتناول الأحكام الشرعية العملية، أي هي: الآيات التي يمكن بصحيح النظر فيها التوصل إلى حكم شرعي عملي.
§       عدد آيات الأحكام
اختلف في عددها على أقوال عدة، أهمها:
1.      أكثر من 800 آية، وإلى ذلك ذهب ابن العربي المالكي.
2.      حوالي 500 أية، وقال بذلك الغزالي وأصوليو الشافعية.
3.      حوالي 200 آية، وقال بذلك الصنعاني.
4.      حوالي 150 آية، وقال بذلك ابن القيم.
قال الغزالي وتبعه جماهير علماء الأصول: " إن الذي في الكتاب العزيز من ذلك قدر خمسمائة آية، وقال ابن العربي: "وقد يزيد عليها بحسب تبحر الناظر وسعة علمه" .
وقال الشوكاني:" ودعوى الانحصار في هذا المقدار إنما هي باعتبار الظاهر للقطع بأن في الكتاب العزيز من الآيات التي تستخرج منها الأحكام الشرعية أضعاف أضعاف ذلك، بل من له فهم صحيح وتدبر كامل يستخرج الأحكام من الآيات الواردة لمجرد القصص والأمثال ".
لكن يبدو أن الغزالي ومن تابعه قصدوا بذلك الآيات الدالة على الأحكام دلالة أولية بالذات لا بطريق التضمن والالتزام، وقد حكى المارودي عن بعض أهل العلم أن اقتصار المقتصرين على العدد المذكور إنما هو لأنهم رأوا مقاتل بن سليمان أفرد آيات الأحكام في تصنيف وجعلها خمسمائة آية، وقال الأستاذ أبو منصور يشترط معرفة ما يتعلق بحكم الشرع ولا يشترط معرفة ما فيها من القصص والمواعظ .
§       لماذا اختلف في عددها ؟
يوضح ذلك الدكتور عمر الأشقر في كتابه ( تاريخ الفقه الإسلامي )، حيث يقرر أن هذا الاختلاف جاء تبعاً لاختلافهم في مفهوم آيات الأحكام: ـ
1.  فبعضهم ذهب إلى أن آيات الأحكام هي الآيات التي يمكن استنباط حكم شرعي منها، وإن كان موضوعها، أو سياقها في غير آيات الأحكام.
2.      وذهب بعضهم إلى أن آيات الأحكام هي فقط الآيات التي موضوعها بيان الحكم الشرعي.
§       صيغ آيات الأحكام:
لا يقتصر صيغ آيات الأحكام على الأمر والنهي فقط، بل وردت في القرآن العديد الصيغ التي تفيد أحكاما شرعية، وأشهرها هي: ـ
1.      الأمر: { وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } (التوبة: من الآية36).
2.    النهي: { وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ  } (البقرة:221).
3.      الفرض: { قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } (التحريم:2).
4.      الكتابة: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } (البقرة: من الآية216).
5.      الوصية: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ } (النساء: من الآية11)
6.      الأسلوب الخبري: { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ } (البقرة: من الآية233).
ـ تمت بحمد الله ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق