الخميس، 27 أكتوبر 2016

التّاءُ المبسُوطةُ والتّاءُ المربوطَةُ

تُكتَبُ التَّاُء مربوطةً (ة) فِي أواخِرِ الأسمَاءِ فَقَط، وذلكَ فِي مَواضِعَ أشهرُهَا أربَعَةٌ:
- الاسمُ المُفرَدُ المُؤنّثُ ونَعتُهُ، ومثالُهاَ: مُعلِّمةُ، وفتاةٌ، وحَدِيقَةٌ، وجمِيلَةٌ.
- جمعُ التّكسِيرِ الذِي لا ينتَهِي مُفردُهُ بتَاءٍ، ومِثَالُهُ: قُضَاةٌ (مُفردُهَا قَاضٍ)، وعَبَاقِرَةٌ (مُفردُهَا عَبقَرِيٌّ).
- ظَرفُ المَكَانِ (ثَمّةَ)، وَمَعنَاهُ ( هُـنَاكَ )، وَمِثَالُهُ: ثَمّةَ رجالٌ فِي المَسجِدِ.
- صِفَةُ المُذكَّرِ (الفَاعِلِ) الدَالَّةُ عَلَى المُبَالَغَةِ، ومِثَالُهَا: نَسّابَةٌ, ودَاهِيَةٌ, ورَاوِيَةٌ, وهُمَزَةٌ, ولُمَزَةٌ.
وتُكتَبُ التَّاءُ مَبسُوطَةً (ت) فِي الأسمَاءِ، وفِي الأفعَالِ.
أمَّا فِي الأسمَاءِ، فأشهَرُهَا المَوَاضِعُ التَّالِيَةُ:
- جَمعُ المُؤنَّثِ السَّالِمُ، وِمثالُهُ: مُعَلِّمَاتٌ، وَطَالِباتٌ، وانتصَارَاتٌ.
- الاسمُ الثّلاثِيُّ سَاكِنُ الوَسَطِ، ومثاُلهُ: بِنْتٌ، ووَقْتٌ، وأخْتٌ، ومَوْتٌ.
- جَمعُ التَكسِيرِ الذِي يَنتَهِي مُفرَدُهُ بِتَاءٍ مَبسُوطَةٍ، ومِثَالُه: أوقَاتٌ (مُفردُهَا وَقـتٌ)، وبناتٌ (مُفرَدُهَا بِنْتٌ).
تَنبِيهٌ: يَتوَهَّمُ عَددٌ مِن الكَاتِبِينَ أنِّ (أوقَاتاً) و(أبيَاتاً) مِن جَمعِ المؤنَّثِ السَّالِمِ؛ لانتهائِهِ بألفٍ وتاءٍ مبسوطَةٍ، وهُوَ خَطَأٌ في العَرَبِيَّةِ؛ ذَلِكَ أنَّ الألِفَ والتَّاءَ فِي جَمعِ المؤنَّثِ السَّالِمِ زَائِدَتَانِ، أمَّا التَّاءُ هُنا فَهِي مِن أصلِ الكَلِمَةِ، وَلَوُ جَاز جَمعُ (وَقتٍ) جَمعَ سَلَامَةٍ لَكَانَت: (وقتَاتٍ).
وأمَّا كِتَابَةُ التَّاءِ المَبسُوطَةِ فِي الأَفعَالِ فَعَلَى النَّحوِ التَّالِي:
- إذَا كَانَتْ مِن أصلِ الفِعلِ، وَمِثَالُها: مَاتَ، وَنَبَتَ، والتَفَتَ.
- إذَا كَانَتْ ضَميراً مُتَّصِلاً بِالفِعلِ، وَمِثَالُهَا: دَرَسْتُ، وَحَفِظتَ، وَنَجَحتِ.
- تاءُ التأنيثِ المتّصلةُ بالفعلِ، وَمِثَالُهَا: دَرَسَتْ، وَسَجَدتْ، وَصَامَتْ، واستَغفَرَتْ.

التدين المغشوش

مِن صُوَرِ التديُّنِ المغشوش،ِ القائمِ على رواسبِ الجهلِ، ومُخلَّفاتِ العاداتِ، ورديءِ الاهتماماتِ: البحثُ عَن اسمِ إبليسَ القديمِ، وكُنيةِ زوجتِه، وهل هو وَلودٌ أم بَيوضٌ؟ وعَددِ أولادهِ، وأسمائِهم، وأطوالِهم، ولونِ بشرتِهم، وما يُحبُّ وما يكرهُ من الألبسة، والأطعمة، والألوان، والروائح، ومتى ينام؟ والتمييزُ بينَ عدُوِّه وصديقِهِ من الطيورِ والزواحفِ، ثم ترتيبُ أحكامٍ ساذجةٍ على ذلك؛ كوجوبِ المسارعةِ إلى طيّ الملابس حتّى لا يلبَسَها الشيطانُ، وحُرمةِ تركِ سجّادةِ الصّلاةِ على الأرض؛ مخافة أن يصلّيَ عليها، والبعدِ عن الأحمر من الثياب خشيةَ أن  يشاركنا الشيطان لُبسَها، واستحبابِ أكل الرُّمّانِ، وخلطِ الطعامِ بالزعفران، ونحو ذلك!!
كل ما سبقَ ذِكرُه من (فقهِ العواجيزِ) ليس عليه دليلٌ من صريحِ الكتابِ، ولا صحيحِ السنَّةِ، فضلاً عن مخالفتِه للعقول السليمةِ، والفِطَرِ المستقيمةِ، كما أنَ جُلَّهُ لا يزيّنُه علمٌ نافعٌ، ولا يترتّبُ عليه عملٌ صالحٌ..
إنَ من أهم الوصايا النبوية في هذا البابِ قولهُ ﷺ (اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، فالأولَى بالعاقلِ أن يجعلَ سؤالَه عما يجب لِربّهِ عليهِ من حقوقٍ، وفِيما يُعَينُه على القيامِ بواجبِ الإصلاحِ والخلافةِ في الأرضِ، ولا يليقُ بِه تضييعُ عُمُرِه في سفاسفَ، أخفُّ ما يمكنُ أن يُقالَ فيها: إنّ العلمَ بها لا ينفعُ، والجهلَ بها لا يضرُّ.