الثلاثاء، 24 مايو 2016

من هو الدعي؟


مَن هو الدَّعيُّ؟
شاعَ فِي كلامِ العربِ الذمُّ والهجاءُ بلَفظِ (الدَّعيِّ)، ومِن معانيهَا المُشتهرةِ عندهُم: (المتَّهمُ فِي نَسَبِهِ)، و(المنتَسِبُ إلَى غَيرِ أَبِيهِ)، وفِي ذلكَ طعنٌ فِي الأنسَابِ، وتعريضٌ بالقذفِ، واتهامٌ بالفاحشَةِ، وقَد ثبتَ فِي ديننَا النَّهيُ عَن قذفِ الأعراضِ، والطَّعنِ فِي الأنسابِ، فعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
لكنْ ممَّا يؤلمُ اليومَ انبراءُ بعضِ حدثاءِ الأسنانِ إلَى المُسارعَةِ فِي امتطاءِ هذِهِ الكَلِمَةِ عندَ كلِّ نقاشٍ، بدعوَى الذَّبِّ عَن الحقِّ، والدفاعِ عَن أهلِهِ، فكلُّ مَن خالفَهُم دعيٌّ شقيٌّ، ومَن وافقَ مَا يحبونَ هو الحسيبُ النسيبُ التقيُّ!
وتلكَ لعمرُ اللهِ طامةٌ كبرَى، وآفةٌ عُظمَى، فلا الحقُّ يُدَافَعُ عَنهُ بالسبابِ والشتمِ، ولا الباطلُ يُدْحَضُ بالقذفِ والطّعنِ، ولا ينبرِي أحدٌ للدفاعِ عَن الحقِّ، فيعترِي كلامَهُ الهَذَرُ والشَّتْمُ إلا كَان مُبْطِلاً، فإنَّ مِمَّا اتفقتْ عليهِ الشرائعُ كلُّها بَعدَ التوحيدِ حسنَ الخُلُقِ.
ولذلكَ قالَ السلفُ: "إذَا رأيتَ الرجلَ يدافعُ عَن الحقِّ فيشتمُ، ويسبُّ، ويغضبُ، فاعلمْ أنّهُ معلولُ النيَّةِ؛ لأنَّ الحقَّ لا يحتاجُ إلَى هذَا، يكفَي الحقَّ أن تصدَحَ بِهِ، حتَّى يُستجَابَ لَهُ".
نسألُ اللهَ الهدايةَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق